مقدمه
استخدام تقنيات الهيمنة قديم قدم التاريخ البشرية ويعتبر واحد من العديد من الوسائل التي يستخدمها الرجال والنساء الأقوياء للحفاظ على السلطة على الناس الأقل منهم قوة في مجال السياسة والعمل أو في العلاقات الشخصية.. ويشير المفهوم إلى أساليب التلاعب العاطفي والنفسي التي تهدف إلى الحفاظ على السلطة او الهيكل الاجتماعي.
تقنيات الهيمنة هي مفهوم مقبول اليوم وخاصه في الدول الاسكندنافية، في سياق الكفاح لسيادة المساواة بين الجنسين
تاريخ مفهوم تقنيات الهيمنة
ينبع هذا المفهوم من نظرية الفيلسوف وعالم الاجتماع الألماني جورج سيميل للحياة الاجتماعية كبنية اجتماعية منظمة تلقائيا من خلال النزعة لاجتماعية المتأصلة في الإنسان. واعتادا على افكار جورج سيميل، وصف الفيلسوف وعالم النفس النرويجي إنجلالد نيسن (1896-1977) مفهوم تقنية الهيمنة في عام 1925. في كتاب شهير بعنوان “ديكتاتورية المرضى النفسيين” (1945)، رأى الشعب الألماني في ظل النظام النازي كضحايا لديكتاتورية حيث النظرة الذكورية التقليدية التي يمكن تلخيصها بالنظرة التقليدية الى المرأة كالطرف الأقل شأنا في العلاقات الانسانية بالاستناد الى فكره ان مهمة المرآه ودورها في الحياة هو خدمة الرجل وإنجاب الأطفال فقط.
انواع تقنيات الهيمنة
قامت بيرت اوس وي هو أستاذه في علم النفس الاجتماعي وناشطه سياسيه نرويجيه خلال فتره الستينيات والسبعينيات بتطوير المفهوم و حددت في البداية خمس طرق للتلاعب النفسي شائعه الاستعمال في هذا الخصوص:
التغييب – تجاهل افعال أو وجهات النظر الأخريين أو التقليل من شأنها أو من قيمتها. على سبيل المثال بان يهمل المتسلط اراء وأفعال الشخص المعني علنا مع الاستمرار بمطاردته بصمت.
مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي اليوم أصبح هذا الامر شائعا جدا بحيث يمكن بسهولة جعل شخص ما غير مرئي عن طريق قراءة او الاستماع الى المكالمات او رسائل البريد الإلكتروني الواردة من هذا الشخص مع اهمال الرد عليها او اخفاء اظهار الإعجاب او عدمه بما ينشر هذا الشخص في هذه الوسائط، ولكن مع الحفاظ على متابعته او صداقته. لمجابهه التغييب يجب على الشخص المغيب اثبات وجوده وفتح حوار مع الشخص المتسلط عن اسباب التغييب.
السخرية – للسخرية من كيفية تعبير الشخص آخر عن نفسه او آرائه وخاصة علنا امام اشخاص اخرين. يمكن ان يتم الامر عن طريق الايماء بالتذمر كالتحديق الى اعلى او التنهد عند قسام الخص الاخر بالتعبير عن رايه. من الحالات الشائعة عن مثل هذا النوع من السخرية هي الإشارة إلى النساء بانهن غير مدركات لعواقب افعالهن أو ليس لديهن القدرة على القيادة بسبب كونهن نساء. على ضحية هذا النوع من التلاعب النفسي الاحتفاظ بهدوئه امم هذه التصرفات لان غاية المتسلط هو اغضابه وافقاد توازنه عن طريق السخرية منه او منها.
حجب المعلومات عن الآخرين
عند اتخاذ قرارات تخص اشخاص اخرين بدون اخذ رايهم فيه مسبقا وفي غرف مقفله. ينطوي الامر على التقليل من نشان وقدره هؤلاء الأشخاص وتغييب دورهم في تقرير مجريات حياتهم بهدف الهيمنة عليهم. القيادة الصحيحة يجب ان تستند الى الاهتمام بقدرات الاخرين واشراكهم في القرارات التي تخص حياتهم وعلى ضحايا هذا النوع من الهيمنة المطالبة بحقهم في معرفه الأمور المؤثرة على استقرارهم الاجتماعي او الوظيفي.
العقاب المزدوج
عقاب شخص او اشخاص بغض النظر عما على سبيل المثال ان كان الشخص مهتم جدا في قضية ما يتم انتقاده لأنه يشغل مساحة كبيرة ويشكل عبئا على الجميع وعلى العكس إذا كان الشخص هادئا ويتجنب التورط في النقاش يتهم بانه خامل او سلبي وربما بانه لا يتحمل مسؤولياته. العقاب المزدوج يؤدي الى شعور الشخص بالعجز والاحباط وهي الغاية المرجوة من المتسلط. في صعيد المساواة بين الجنسيين يتم ممارسه العقاب المزدوج مثلا عن طريق انتقاد النساء اللواتي يخترن رعاية المنزل والأطفال بعدم تحملهن المسؤولية الاجتماعية تجاه العائلة او خذلان أطفالهن إذا اخترن العمل خارج المنزل.
إلحاق الشعور بالذنب والعار
يتم إلقاء اللوم لشيء ما قد حدث خطأ على الآخرين بدون سبب معقول او تقصير منهم بهدف اشعار الاخر بانه مذنب لإرباكه والسيطرة عليه مثلا تعنيف امرأة بسبب الطريقة تتصرف بها لكونها امرأة حتى عندما تكون ضحيه للتحرش او الاعتداء الجنسي.
قامت بيرغ باضافه نوعين اخرين من تقنيات الهيمنة الخمسه المذكوره اعلاه
objectifying التجسيم
وهو شمول اشخاص اخرين بموضوع معين لا علاقه بسبب جنسهم او مظهرهم مثلا اعتبار النساء هدف مشروع للتحرش بسبب كونهم نساء
العنف او التهديد باستخدامه
مثلا التهديد بالعنف لردع شخص او مجموعه من ابداء راي او التعبير عن حق من حقوقه الق يضمنها القانون.
تنويه
قمت بترجمة وشرح مقالي المنشور بالإنكليزية لنفس المضوع الى العربية لعدم عثوري على مصادر بالعربية عن هذا الموضوع المهم في عالمنا المعاصر خاصة في مجال التطوير الاجتماعي وبيئة العمل والمساواة بين الجنسين عس ان يكون ذو فائدة
Leave a Reply